الكافي عن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقة : دَخَلَ سُفيانُ الثَّورِي عَلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام فَرَأى عَلَيهِ ثِيابَ بيضٍ كَأَنَّها غِرقِئُ البَيضِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ هذَا اللِّباسَ لَيسَ مِن لِباسِكَ !
فَقالَ لَهُ: اِسمَع مِنّي وعِ ما أقولُ لَكَ ، فَإِنَّهُ خَيرٌ لَكَ عاجِلاً وآجِلاً ، إن أنتَ مِتَّ عَلَى السُّنَّةِ وَالحَقِّ ولَم تَمُت عَلى بِدعَةٍ!
اُخبِرُكَ أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله كانَ في زَمانٍ مُقفِرٍ جَدبٍ ، فَأَمّا إذا أقبَلَتِ الدُّنيا فَأَحَقُّ أهلِها بِها أبرارُها لا فُجّارُها ، ومُؤمِنوها لا مُنافِقوها ، ومُسلِموها لا كُفّارُها ، فَما أنكَرتَ يا ثَورِي ، فَوَاللّهِ إنَّني لَمَعَ ما تَرى ما أتى عَلَيَّ ـ مُذ عَقَلتُ ـ صَباحٌ ولامَساءٌ ولِلّهِ في مالي حَقٌّ أمَرَني أن أضَعَهُ مَوضِعا إلاّ وَضَعتُهُ .
قالَ : فَأَتاهُ قَومٌ مِمَّن يُظهِرونَ الزُّهدَ ، ويَدعونَ النّاسَ أن يَكونوا مَعَهُم عَلى مِثلِ الَّذي هُم عَلَيهِ من التَّقَشُّفِ ، فَقالوا لَهُ : إنَّ صاحِبَنا حَصِرَ عَن كَلامِكَ ولَم تَحضُرهُ حُجَجُهُ .
فَقالَ لَهُم : فَهاتوا حُجَجَكُم !
فَقالوا لَهُ : إنَّ حُجَجَنا مِن كِتابِ اللّهِ .
فَقالَ لَهُم : فَأَدلوا بِها فَإِنَّها أحَقُّ مَا اتُّبِعَ وعُمِلَ بِهِ .
فَقالوا : يَقولُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ مُخبِرا عَن قَومٍ مِن أصحاب النَّبِي صلىاللهعليهوآله : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» فَمَدَحَ فِعلَهُم ، وقالَ في مَوضِعٍ آخَرَ : «وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا» فَنَحنُ نَكتَفي بِهذا .
فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الجُلَساءِ : إنّا رَأَيناكُم تَزهَدونَ فِي الأَطعِمَةِ الطَّيِّبَةِ ، ومَعَ ذلِكَ تَأمُرونَ النّاسَ بِالخُروجِ مِن أموالِهِم حَتّى تَمَتَّعوا أنتُم مِنها؟
فَقالَ أبو عَبدِاللّه عليهالسلام : دَعوا عَنكُم ما لا تَنتَفِعونَ بِهِ ، أخبِروني أيُّهَا النَّفَرُ ألكَمُ عِلمٌ بِناسِخِ القُرآن مِن مَنسوخِهِ ، ومُحكَمِهِ مِن مُتَشابِهِهِ ؛ الَّذي في مِثلِهِ ضَلَّ مَن ضَلَّ ، وهَلَكَ مَن هَلَكَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ؟
فَقالوا لَهُ : أو بَعضِهِ ، فَأَمّا كُلُّهُ فَلا .
فَقالَ لَهُم : فَمِن هُنا اُتيتُم ! وكَذلِكَ أحاديثُ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله . فَأَمّا ما ذَكَرتم مِن إخبارِ اللّهِ إيّانا في كِتابِهِ عَنِ القَومِ الَّذينَ أخبَرَ عَنهُم بِحُسنِ فِعالِهِم ، فَقَد كانَ مُباحا جائِزا ولَم يَكونوا نُهوا عَنهُ ، وثَوابُهُم مِنهُ عَلَى اللّهِ ، وذلِكَ أنَّ اللّهَ جَلَّ وتَقَدَّسَ أمَرَ بِخِلافِ ما عَمِلوا بِهِ فَصارَ أمرُهُ ناسِخا لِفِعلِهِم ، وكانَ نَهيُ اللّهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ رَحمَةً مِنهُ لِلمُؤمِنينَ ونَظَرا ؛ لِكَيلا يُضِرّوا بِأَنفُسِهِم وعِيالاتِهِم مِنهُمُ الضَّعَفَةُ الصِّغارُ وَالوِلدانُ وَالشَّيخُ الفاني وَالعَجوزُ الكَبيرَةُ الَّذينَ لايَصبِرونَ عَلَى الجوعِ ، فَإِن تَصَدَّقتُ بِرَغيفي ولارَغيفَ لي غَيرُهُ ضاعوا وهَلَكوا جوعا .
فَمِن ثَمَّ قالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : «خَمسُ تَمَراتٍ أو خَمسُ قُرَصٍ أو دَنانيرُ أو دَراهِمُ يَملِكُهَا الإِنسانُ وهُوَ يُريدُ أن يُمضِيَها فَأَفضَلُها ما أنفَقَهُ الإِنسانُ عَلى والِدَيهِ ، ثُمَّ الثّانِيَةُ عَلى نَفسِهِ وعِيالِهِ ، ثُمَّ الثّالِثَةُ عَلى قَرابَتِهِ الفُقَراءِ ، ثُمَّ الرّابِعَةُ عَلى جيرانِهِ الفُقَراءِ ، ثُمَّ الخامِسَةُ في سَبيلِ اللّهِ ؛ وهُوَ أخَسُّها أجرا» .
وقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله لِلأَنصارِيِّ حينَ أعتَقَ عِندَ مَوتِهِ خَمسَةً أو سِتَّةً مِنَ الرَّقيقِ ولَم يَكُن يَملِكُ غَيرَهُم ولَهُ أولادٌ صِغارٌ : «لَو أعلَمتُموني أمرَهُ ما تَرَكتُكُم تَدفِنوهُ مَعَ المُسلِمين ، يَترُكُ صِبيَةً صِغارا يَتَكَفَّفونَ النّاسَ!» .
ثُمَّ قالَ : حَدَّثَني أبي أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ : «اِبدَأ بِمَن تَعولُ ، الأَدنى فَالأَدنى» .
ثُمَّ هذا ما نَطَقَ بِهِ الكِتابُ رَدّا لِقَولِكُم ونَهيا عَنهُ مَفروضا مِنَ اللّهِ العَزيزِ الحَكيمِ ، قالَ : «وَ الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَ لَمْ يَقْتُرُواْ وَ كَانَ بَيْنَ ذَ لِكَ قَوَامًا» . أفَلا تَرَونَ أنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ قالَ غَيرَ ما أراكُم تَدعونَ النّاسَ إلَيهِ مِنَ الأَثَرَةِ عَلى أنفُسِهِم ، وسَمّى مَن فَعَلَ ما تَدعونَ النّاسَ إلَيهِ مُسرِفا ، وفي غِيرِ آيَةٍ مِن كِتابِ اللّهِ يَقولُ : «إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين» ؟ فَنَهاهُم عَنِ الإِسرافِ ونَهاهُم عَنِ التَّقتيرِ ولكِن أمرٌ بَينَ أمرَينِ ؛ لايُعطي جَميعَ ما عِندَهُ ، ثُمَّ يَدعُو اللّهَ أن يَرزُقَهُ فَلا يَستَجيبُ لَهُ ، لِلحَديثِ الَّذي جاءَ عَنِ النَّبِي صلىاللهعليهوآله :
«إنَّ أصنافا مِن اُمَّتي لايُستجابُ لَهُم دُعاؤُهُم : رَجُلٌ يَدعو عَلى والِدَيهِ . ورَجُلٌ يَدعو عَلى غَريمٍ ذَهَبَ لَهُ بِمالٍ فَلَم يَكتُب عَلَيهِ ولَم يُشهِد عَلَيهِ . ورَجُلٌ
يَدعو عَلَى امرَأَتِهِ وقَد جَعَلَ اللّهُ تَخلِيَةَ سَبيلِها بِيَدِهِ . ورَجُلٌ يَقعُدُ في بَيتِهِ ويَقولُ : رَبِّ ارزُقني ؛ ولايَخرُجُ ولا يَطلُبُ الرِّزقَ ، فَيَقولُ اللّهُ لَهُ : عَبدي ، أ لَم أجعَل لَكَ السَّبيلَ إلَى الطَّلَبِ وَالضَّربَ فِي الأَرضِ بِجَوارِحَ صَحيحَةٍ فَتَكونَ قَد اُعذِرتَ فيما بَيني وبَينَكَ فِي الطَّلَبِ لاِتِّباعِ أمري ولِكَيلا تَكونَ كَلاًّ عَلى أهلِكَ ؟ فَإِن شِئتُ رَزَقتُكَ ، وإن شِئتُ قَتَّرتُ عَلَيكَ وأنتَ غَيرُ مَعذورٍ عِندي . ورَجُلٌ رَزَقَهُ اللّهُ مالاً كَثيرا فَأَنفَقَهُ ثُمَّ أقبَلَ يَدعو: يا رَبِّ ارزُقني ، فَيَقولُ اللّهُ : أ لَم أرزُقكَ رِزقا واسِعا؟ فَهَلاَّ اقتَصَدتَ فيهِ كَما أمَرتُكَ ولَم تُسرِف وقَد نَهَيتُكَ عَنِ الإِسرافِ . ورَجُلٌ يَدعو في قَطيعَةِ رَحِمٍ» .
ثُمَّ عَلَّمَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوآله كَيفَ يُنفِقُ ، وذلِكَ أنَّهُ كانَت عِندَهُ اُوقِيَّةٌ مِنَ الذَّهَبِ فَكَرِهَ أن يَبيتَ عِندَهُ فَتَصَدَّقَ بِها ، فَأَصبَحَ ولَيسَ عِندَهُ شَيءٌ ، وجاءَهُ مَن يَسأَلُهُ فَلَم يَكُن عِندَهُ ما يُعطيهِ ، فَلامَهُ السّائِلُ ، وَاغتَمَّ هُوَ حَيثُ لَم يَكُن عِندَهُ ما يُعطيهِ وكانَ رَحيما رَقيقا ، فَأَدَّبَ اللّهُ تَعالى نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوآله بِأَمرِهِ فَقالَ : «وَ لاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا» يَقولُ : إنَّ النّاسَ قَد يَسأَلونَكَ ولا يَعذِرونَكَ ؛ فَإِذا أعطَيتَ جَميعَ ما عِندَكَ مِنَ المالِ كُنتَ قَد حَسَرتَ مِنَ المالِ .
فَهذِهِ أحاديثُ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله يُصَدِّقُهَا الكِتابُ ، وَالكِتابُ يُصَدِّقُهُ أهلُهُ مِنَ المُؤمِنينَ .
وقالَ أبو بَكر عِندَ مَوتِهِ حَيثُ قيلَ لَهُ : أوصِ ، فَقالَ : اُوصي بِالخُمُسِ ،
وَالخُمُس كَثيرٌ ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى قَد رَضِيَ بِالخُمُسِ فَأَوصى بِالخُمُسِ ، وقَد جَعَلَ اللّهُ لَهُ الثُّلُثَ عِندَ مَوتِهِ ولَو عَلِمَ أنَّ الثُّلُثَ خَيرٌ لَهُ أوصى بِهِ .
ثُمَّ مَن قَد عَلِمتُم بَعدَهُ في فَضلِهِ وزُهدِهِ : سَلمان وأبو ذَر رَضِيَ اللّهُ عَنهُما ؛ فَأَمّا سَلمانُ فَكانَ إذا أخَذَ عَطاءَهُ رَفَعَ مِنهُ قوتَهُ لِسَنَتِهِ حَتّى يَحضُرَ عَطاؤُهُ مِن قابِلٍ ، فَقيلَ لَهُ : يا أبا عَبد اللّه ، أنتَ في زُهدِكَ تَصنَعُ هذا ، وأنتَ لا تَدري لَعَلَّكَ تَموتُ اليَومَ أو غَدا! فَكانَ جَوابُهُ أن قالَ : ما لَكُم لا تَرجونَ لِيَ البَقاءَ كَما خِفتُم عَلَيَّ الفَناءَ ؟ أ ما عَلِمتُم يا جَهَلَةُ أنَّ النَّفسَ قَد تَلتاثُ عَلى صاحِبِها إذا لَم يَكُن لَها مِنَ العَيشِ ما يَعتَمِدُ عَلَيهِ؟ فَإِذا هِيَ أحرَزَت مَعيشَتَهَا اطمَأَ نَّت .
وأمّا أبو ذَرٍّ فَكانَت لَهُ نُوَيقاتٌ وشُوَيهاتٌ يَحلُبُها ويَذبَحُ مِنها إذَا اشتَهى أهلُهُ اللَّحمَ ، أو نَزَلَ بِهِ ضَيفٌ ، أو رَأى بِأَهلِ الماءِ الَّذينَ هُم مَعَهُ خَصاصَةً نَحَرَ لَهُمُ الجَزورَ أو مِنَ الشِّياهِ عَلى قَدرِ ما يَذهَبُ عَنهُم بِقَرَمِ اللَّحمِ ؛ فَيَقسِمُهُ بَينَهُم ويَأخُذُ هُوَ كَنَصيبِ واحِدٍ مِنهُم لا يَتَفَضَّلُ عَلَيهِم .
ومَن أزهَدُ مِن هؤُلاءِ ، وقَد قالَ فيهِم رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله ما قالَ ، ولَم يَبلُغ مِن أمرِهِما أن صارا لا يَملِكانِ شَيئا البَتَّةَ ، كَما تَأمُرونَ النّاسَ بِإِلقاءِ أمتِعَتِهِم وشَيئِهِم ويُؤثِرونَ بِهِ عَلى أنفُسِهِم وعِيالاتِهِم!
وَاعلَموا أيُّهَا النَّفَرُ أنّي سَمِعتُ أبي يَروي عَن آبائِهِ عليهمالسلام : أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ يَوما : «ما عَجِبتُ مِن شَيءٍ كَعَجَبي مِنَ المُؤمِنِ ، إنَّهُ إن قُرِّضَ جَسَدُهُ في دارِ
الدُّنيا بِالمَقاريضِ كانَ خَيرا لَهُ ، وإن مَلَكَ ما بَينَ مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها كانَ خَيرا لَهُ ، وكُلُّ ما يَصنَعُ اللّهُ بِهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ» ، فَلَيتَ شِعري هَل يَحيقُ فيكُم ما قَد شَرَحتُ لَكُم مُنذُ اليَومِ أم أزيدُكُم ؟
أ ما عَلِمتُم أنَّ اللّهَ قَد فَرَضَ عَلَى المُؤمِنينَ في أوَّلِ الأَمرِ أن يُقاتِلَ الرَّجُلُ مِنهُم عَشَرَةً مِنَ المُشرِكين لَيسَ لَهُ أن يُوَلِّيَ وَجهَهُ عَنهُم ، ومَن وَلاّهُم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ فَقَد تَبَوَّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ؟ ثُمَّ حَوَّلَهُم عَن حالِهِم رَحمَةً مِنهُ لَهُم ؛ فَصارَ الرَّجُلُ مِنهُم عَلَيهِ أن يُقاتِلَ رَجُلَينِ مِنَ المُشرِكينَ تَخفيفا مِنَ اللّهِ لِلمُؤمِنينَ ، فَنَسَخَ الرَّجُلانِ العَشَرَةَ .
وأخبِروني أيضا عَنِ القُضاةِ ، أجَوَرَةٌ هُم حَيثُ يَقضونَ عَلَى الرَّجُلِ مِنكُم نَفَقَةَ امرَأَتِهِ إذا قالَ: إنّي زاهِدٌ وإنّي لا شَيءَ لي؟ فَإِن قُلتُم: جَوَرَةٌ ، ظَلَّمَكُم أهلُ الإِسلام ، وإن قُلتُم: بَل عُدولٌ ، خَصَمتُم أنفُسَكُم ، وحَيثُ تَرُدّونَ صَدَقَةَ مَن تَصَدَّقَ عَلَى المَساكينِ عِندَ المَوتِ بِأَكثَرَ مِنَ الثُّلُثِ .
أخبِروني لَو كانَ النّاسُ كُلُّهُم كَالَّذينَ تُريدونَ زُهّادا لاحاجَةَ لَهُم في مَتاعِ غَيرِهِم ، فَعَلى مَن كانَ يُتَصَدَّقُ بِكَفّاراتِ الأَيمانِ وَالنُّذورِ وَالصَّدَقاتِ مِن فَرضِ الزَّكاةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالتَّمرِ وَالزَّبيبِ وسائِرِ ماوَجَبَ فيهِ الزَّكاةُ مِنَ الإِبِلِ وَالبَقَرِ والغَنَمِ وغَيرِ ذلِكَ؟ إذا كانَ الأَمرُ كَما تَقولونَ لايَنبَغي لاِءَحَدٍ أن يَحبِسَ
شَيئا مِن عَرَضِ الدُّنيا إلاّ قَدَّمَهُ وإن كانَ بِهِ خَصاصَةٌ!
فَبِئسَ ما ذَهَبتُم إلَيهِ وحَمَلتُمُ النّاسَ عَلَيهِ ؛ مِنَ الجَهلِ بِكِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله وأحاديثِهِ الَّتي يُصَدِّقُهَا الكِتابُ المُنزَلُ ، ورَدِّكُم إيّاها بِجَهالَتِكُم ، وتَركِكُمُ النَّظَرَ في غَرائِبِ القُرآنِ مِنَ التَّفسيرِ بِالنّاسِخِ مِنَ المَنسوخِ وَالمُحكَمِ وَالمُتَشابِهِ وَالأَمرِ وَالنَّهيِ .
وأخبِروني أينَ أنتُم عَن سُلَيمانَ بنِ داوود عليهالسلام حَيثُ سَأَلَ اللّهَ مُلكا لايَنبَغي لاِءَحَدٍ مِن بَعدِهِ (صآ: 35) . " href="#" onclick = "return false;" > ، فَأَعطاهُ اللّهُ ـ جَلَّ اسمُهُ ـ ذلِكَ ، وكانَ يَقولُ الحَقَّ ويَعمَلُ بِهِ ، ثُمَّ لَم نَجِدِ اللّهَ عابَ عَلَيهِ ذلِكَ ولا أحَدا مِنَ المُؤمِنينَ . وداوود النَّبِيِّ عليهالسلام قَبلَهُ في مُلكِهِ وشِدَّةِ سُلطانِهِ ، ثُمَّ يوسُف النَّبِيِّ عليهالسلام حَيثُ قالَ لِمَلِكِ مِصر : «اجْعَلْنِى عَلَى خَزَائِنِ الاْءَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ» فَكانَ مِن أمرِهِ الَّذي كانَ أنِ اختارَ مَملَكَةَ المَلِكِ وما حَولَها إلَى اليَمَن ، وكانوا يَمتارونَ الطَّعامَ مِن عِندِهِ لِمَجاعَةٍ أصابَتهُم ، وكانَ يَقولُ الحَقَّ ويَعمَلُ بِهِ ، فَلَم نَجِد أحَدا عابَ ذلِكَ عَلَيهِ . ثُمَّ ذُوالقَرنَين عَبدٌ أحَبَّ اللّهَ فَأَحَبَّهُ اللّهُ وطَوى لَهُ الأَسبابَ ومَلَّكَهُ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها ، وكانَ يَقولُ الحَقَّ ويَعمَلُ بِهِ ، ثُمَّ لَم نَجِد أحَدا عابَ ذلِكَ عَلَيهِ !
فَتَأَدَّبوا أيُّهَا النَّفَرُ بِآدابِ اللّهِ لِلمُؤمِنينَ ، وَاقتَصِروا عَلى أمرِ اللّهِ ونَهيِهِ ، ودَعوا عَنكُم مَا اشتَبَهَ عَلَيكُم مِمّا لا عِلمَ لَكُم بِهِ ، ورُدُّوا العِلمَ إلى أهلِهِ ؛ تُؤجَروا وتُعذَروا عِندَ اللّهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ وكونوا في طَلَبِ عِلمِ ناسِخِ القُرآنِ
مِن مَنسوخِهِ ومُحكَمِهِ مِن مُتَشابِهِهِ وما أحَلَّ اللّهُ فيهِ مِمّا حَرَّمَ ؛ فَإِنَّهُ أقرَبُ لَكُم مِنَ اللّهِ وأبعَدُ لَكُم مِنَ الجَهلِ . ودَعُوا الجَهالَةَ لاِءَهلِها فَإِنَّ أهلَ الجَهلِ كَثيرٌ وأهلَ العِلمِ قَليلٌ ، وقَد قالَ اللّهُ : «وَ فَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ» .
الكافى ـ به نقل از مَسعَدة بن صَدَقه ـ : سفيان ثورى بر امام صادق عليهالسلام درآمد و ديد امام عليهالسلام جامههايى سپيد مانند پوسته نازك چسبيده به سفيده تخم مرغ، پوشيده است . گفت: چنين جامهاى در شأن تو نيست!
امام فرمود: «از من بشنو و آنچه را به تو مىگويم ، حفظ كن؛ زيرا اين در دنيا و آخرت به نفع توست كه بر سنّت و حق بميرى و بر بدعت از دنيا نروى .
بدان كه پيامبر خدا ، در روزگار قحط و سختى به سر مىبرد ؛ امّا هرگاه دنيا رو كند، سزاوارترينِ اهل دنيا به برخوردارى از آن ، نيكان آناند ، نه نابهكارانش، و مؤمنانِ آناند، نه منافقانش، و مسلمانانِ جامعهاند ، نه كافرانش. اين ، چه اعتراضى است كه مىكنى ، اى ثورى! به خدا سوگند، من، با اين وضعى كه در من مىبينى، از زمانى كه به سن رشد رسيدهام ، هيچ بام و شامى بر من نگذشته است كه در اموال من براى خداوند ، حقّى باشد و به من دستور داده باشد آن را بپردازم ، مگر اين كه آن حق را پرداختهام».
در اين هنگام ، جماعتى كه دَم از زهد مىزنند و مردم را نيز به راه و رسم خود، يعنى درويشى و خرقهپوشى فرا مىخوانند، در آمدند و به ايشان گفتند: اين رفيق ما از سخن گفتن با تو درمانده و قادر به اقامه دلايلش نيست.
امام عليهالسلام به آنان فرمود: «پس، شما دلايلتان را بياوريد» .
گفتند: دلايل ما از كتاب خداست.
فرمود: «آن دلايل را بازگو كنيد ؛ زيرا اين گونه دلايل به پيروى و عمل سزاوارترند».
گفتند: خداى ـ تبارك و تعالى ـ درباره گروهى از ياران پيامبر صلىاللهعليهوآله مىفرمايد: «و بر خويشتن ، ترجيح مىدهند ، هرچند در خود آنان ، نيازى مبرم باشد، و هر كس از بخل خويش در امان بماند. اينان ، همان رستگاراناند» . پس، عمل اين گروه را ستوده است.
در جايى ديگر مىفرمايد: «و خوراك را با آن كه دوستش مىدارند، به مستمند و يتيم و اسير مىخورانند» . ما به همين دو آيه بسنده مىكنيم.
مردى از حاضران در مجلس گفت: به نظر ما ، شما از خوراكىهاى لذيذ ، دورى مىكنيد ؛ ولى به مردم توصيه مىكنيد كه از اموالشان دست بكشند تا شما از آنها بهرهمند شويد.
امام صادق عليهالسلام فرمود: «اين سخنان را كه برايتان فايدهاى ندارد، رها كنيد؛ و شما اى جماعت! به من بگوييد كه آيا ناسخ و منسوخ قرآن ، و محكم و متشابه آن را مىشناسيد ؛ همان كه هر كس از اين امّت به گمراهى و هلاكت افتاد ، از آنها افتاد؟» .
گفتند: بعضى از آنها را مىدانيم، امّا همهاش را نه.
فرمود: «گرفتارى شما از همين جاست . احاديث پيامبر صلىاللهعليهوآله نيز اين گونه است (داراى ناسخ و منسوخ و... است) ؛ امّا اين كه گفتيد : خداوند در كتابش از گروهى خبر داده و كردار آنها را ستوده است، [بدانيد كه آن روز [اين عمل آنان ، آزاد و مجاز بود و از آن ، نهى نشده بودند و ثوابشان هم از آن كار ، بر خداونداست ؛ امّا بعداً خداوند بزرگ و پاك ، خلاف آنچه كردند ، فرمان داد و اين فرمان او ، ناسخِ عمل ايشان شد. اين نهى خداوند ـ تبارك و تعالى ـ نيز از سر مهر و عنايت به مؤمنان بود ، براى اين كه به خود و خانوادهشان (از جمله به كودكان و فرزندان خردسال و پيرمردان فرتوت و پيرزنان سالخورده خانواده كه تحمّل گرسنگى را ندارند) ، صدمه نزنند ؛ چرا كه اگر من يك گِرده نان داشته باشم و همان را هم صدقه بدهم ، اين افراد [در خانوادهام] از گرسنگى تلف مىشوند و مىميرند.
از همين جاست كه پيامبر خدا فرمود: "انسان ، پنج دانه خرما يا پنج گِرده نان يا مقدارى دينار و يا درهم دارد و مىخواهد آنها را به مصرف برساند . بهترش آن است كه آن را صرف پدر و مادرش كند؛ در درجه دوم ، صرف خودش و عائلهاش؛ در مرتبه سوم ، صرف خويشاوندان نادارش؛ در مرتبه چهارم ، صرف همسايگان نادارش؛ در درجه پنجم ، در راه خدا [و جهاد [صرف كند كه اين ، اجرش از بقيه كمتر است".
پيامبر خدا ، درباره مردى از انصار كه هنگام مرگش پنج يا شش بنده خود را آزاد كرد و جز آنها چيزى نداشت و تعدادى فرزند صغير از خود بر جاى نهاد، فرمود: "اگر اين كار او را به من اطّلاع داده بوديد ، نمىگذاشتم او را در گورستان مسلمانان دفن كنيد. چند بچّه صغير باقى مىگذارد كه دست گدايى پيش مردم دراز كنند"» .
سپس فرمود: «پدرم برايم حديث كرد كه پيامبر خدا فرمود: "از كسانى كه نانخور تو هستند ، آغاز كن، به ترتيب نزديكىشان به تو".
از اين گذشته، قرآن در ردّ گفته (و عقيده) شما و نهى از آن و به عنوان فريضهاى از جانب خداوند عزيز حكيم مىفرمايد: «و آنان كه هرگاه انفاق كنند ، نه زيادهروى كنند و نه تنگ گيرند ؛ بلكه حدّ ميانه اين دو را در پيش گيرند» . آيا نمىبينيد كه خداوند ـ تبارك و تعالى ـ جز آن چيزى را گفته است كه مىبينم شما ، مردم را به آن دعوت مىكنيد ؛ يعنى ترجيح دادن ديگران بر خود، و بر آن كس كه آنچه شما مردم را به آن فرا مىخوانيد ، به كار بندد ، مُسرف ناميده است و در چند آيه از كتاب خدا مىفرمايد: «همانا او اسرافكاران را دوست ندارد» ؟
پس، خداوند ، مردم را از اسراف نهى كرده است و از تنگ گرفتن هم نهى كرده است ؛ بلكه بايد حدّ وسط را رعايت كرد ، نه اين كه هر چه دارد ، ببخشد و بعد دعا كند كه خدا ، روزى او را برساند . چنين دعايى پذيرفته نمىشود ، به دليل حديثى كه از پيامبر صلىاللهعليهوآله رسيده است: "چند دسته از امّت من ، دعايشان
مستجاب نمىشود: مردى كه پدر و مادرش را نفرين كند؛ مردى كه بدهكارش را كه به او مالى داده و آن را يادداشت نكرده و گواه نگرفته است [و او مالش را خورده است] ، نفرين كند؛ مردى كه زنش را نفرين كند ، حال آن كه خداوند اختيار طلاقش را به دست او داده است؛ مردى كه در خانهاش بنشيند و بگويد: "خدايا ! روزى مرا برسان"، و بيرون نرود و در طلب روزى برنيايد . خداوند به او فرمايد: "اى بنده من! آيا بدن و اندامى سالم به تو ندادم تا بتوانى براى به دست آوردن روزى در زمين بگردى و در نتيجه [اوّلاً] با پيروى كردن از دستور من در آنچه ميان من و تو براى طلب روزى است ، معذور باشى و [ثانياً] بارى بر دوش خانوادهات نباشى؟ امّا حالا اگر بخواهم ، روزىات مىدهم و اگر بخواهم ، بر تو تنگ مىگيرم و تو را در نزد من ، عذرى نيست . مردى كه خداوند ، ثروت فراوانى روزى او كند و او همه آن را انفاق [يا خرج] كند و بعد دعا كند كه: پروردگارا! به من روزى عطا كن . خداوندمىفرمايد: "آيا روزى فراخى به تو ندادم؟ چرا دستور مرا به كار نبستى و در انفاق آن روزى ، جانب اعتدال نگه نداشتى؟ و چرا اسراف مىكنى ، در صورتى كه من ، تو را از اسرافكارى نهى كردم؟! و ديگر ، مردى كه براى بُريده شدن رابطه خويشاوندى دعا كند".
خداوند به پيامبرش آموخت كه چگونه انفاق كند، بدين سان كه نزد پيامبر صلىاللهعليهوآله يك اوقيه طلا بود و خوش نداشت شب را با آنها به سر ببرد . پس، همه را صدقه داد. صبح كه شد ، چيزى در اختيار نداشت. سائل نزد پيامبر صلىاللهعليهوآله آمد ؛ امّا ايشان چيزى نداشت كه به او بدهد. سائل ، ايشان را ملامت كرد. پيامبر صلىاللهعليهوآله از اين كه چيزى نداشت تا به او بدهد و از طرفى انسانى مهربان و دل رحم بود، ناراحت شد. خداوند متعال ، اين دستورالعمل را به پيامبرش صادر كرده فرمود: «دستت را به گردنت زنجير مكن و بسيار هم گشادهدستى منما تا ملامت شده ، حسرتزده بر جاى بمانى» .
مىفرمايد: گاه مردم از تو مىخواهند و معذورت نمىدارند. پس، اگر همه پولى را كه دارى ، ببخشى ، آن گاه ، دستت از مال خالى مىشود [و چيزى براى انفاق باقى
نمىماند].
اين احاديث پيامبر خداست و قرآن ، آنها را تأييد مىكند، و قرآن را هم مؤمنان اهل آن ، تصديق مىكنند.
به ابو بكر در هنگام مرگش گفتند: وصيّت كن .
او گفت: به يكْپنجم وصيّت مىكنم و يكپنجم هم بسيار است. خداوند متعال به يكپنجم رضايت داده است . لذا او به يكپنجم وصيّت كرد، در حالى كه خداوند تا يكسوم را در هنگام مرگش، در اختيار او گذاشته بود و اگر ابو بكر مىدانست كه وصيّت به يكسوم برايش بهتر است ، بدان وصيّت كرده بود.
از اين گذشته، پس از او كسى كه فضل و زهدش را شما مىدانيد ، سلمان و ابو ذر هستند. سلمان ، هرگاه مقرّرى خود [از بيت المال] را مىگرفت ، خرج سال خود را تا سررسيد مقرّرى سال آيندهاش، از آن بر مىداشت. به او گفته شد: اى ابو عبد اللّه! تو با آن همه زهدت اين كار را مىكنى، در حالى كه نمىدانى شايد امروز يا فردا بميرى .
سلمان در پاسخ گفت: چرا شما به همان اندازه كه بيم مرگ مرا داريد ، اميد به زنده ماندنم نداريد؟ اى نادانان! مگر نمىدانيد كه نفس ، وقتى زندگىاش تأمين نباشد ، بر صاحبش مىشورد و هرگاه زندگى خود را تأمين كند ، آرام مىگيرد؟
ابو ذر هم چند تايى شتر و ميش داشت كه شير آنها را مىدوشيد و هرگاه خانوادهاش هوس گوشت مىكرد يا ميهمانى برايش مىرسيد ، يكى از آنها را سر مىبُريد، يا اگر مىديد مردمِ آبگاهى كه با او زندگى مىكردند ، گرسنهاند شترى يا از گوسفندان به اندازهاى كه ميل و نياز آنها به گوشت را فرو نشاند، برايشان مىكُشت و ميانشان تقسيم مىكرد و خودش هم به اندازه سهم يكى از آنها ، و نه بيشتر، بر مىداشت.
از اينها زاهدتر چه كسى است؟ پيامبر خدا هم در فضيلت آنان سخنها گفته است . با اين حال ، هيچ گاه كارشان به آن جا نرسيد كه اصلاً چيزى نداشته باشند، آن طور كه شما از مردم مىخواهيد ، دار و ندارشان را رها كنند و ديگران را بر خود و خانوادهشان ترجيح دهند .
بدانيد اى جماعت كه شنيدم پدرم از پدرانش روايت مىكند كه: روزى پيامبر
خدا فرمود: "هيچ چيز به اندازه مؤمن ، مرا متعجّب نساخته است . اگر در دنيا بدنش را با قيچى تكّه تكّه كنند ، برايش خير است و اگر هم مالك شرق تا غرب زمين باشد ، باز برايش خير است . [خلاصه] هر كارى كه خدا با او بكند ، برايش خير [و به نفع او [است".
كاش مىدانستم كه آنچه امروز برايتان توضيح دادم ، در شما كارگر افتاد يا باز هم بايد بگويم!
آيا نمىدانيد كه خداوند در آغاز كار [اسلام] ، بر مؤمنان مقرّر داشت كه يك مرد از آنان با ده تن مشرك بجنگد و حق ندارد از برابر آنها بگريزد و در آن روز ، هر كس به مشركانْ پشت مىكرد ، جايگاهش آتش دوزخ بود؟
امّا بعد ؛ خداوند از سرِ مهرش به آنان، اين تكليف را از آنان بگردانَد و از آن پس ، هر مرد مسلمانى مىبايست با دو مشرك بجنگد و اين ، تخفيفى بود از جانب خداوند در حقّ مؤمنان. پس، [حكم] دو مرد ، [حكمِ] ده مرد را نسخ كرد.
نيز به من بگوييد كه آيا هرگاه فردى از شما بگويد: «من زاهدم و چيزى ندارم»، ولى قاضيان بر او حكم كنند كه نفقه زنش را بدهد، آن قاضيان ستم كردهاند؟ اگر بگوييد: ستمكارند ، اهل اسلام ، نسبت ستم كردن به شما مىدهند . و اگر بگوييد: عادلاند ، خود را محكوم كردهايد. نيز آن جا كه صدقه دادن كسى را كه در هنگام مرگش بيش از يكْ سومِ مال خود را به مستمندان صدقه دهد ، رد مىكنيد.
به من بگوييد: اگر همه مردم، آن گونه كه شما مىخواهيد، زاهد بودند و نيازى به مال ديگران نداشتند ، پس كفّارههاى سوگندها و نذورات و صدقات زكات واجب طلا و نقره و خرما و كشمش و ساير چيزهايى كه در آنها زكات واجب است (مانند : شتر و گاو و گوسفند و غير اينها) به چه كسى داده مىشد؟ اگر وضع چنان باشد كه شما مىگوييد ، ديگر هيچ كس نبايد چيزى از مال دنيا را نگه دارد ، بلكه بايد آن را انفاق كند ، حتّى اگر خودش به آن نياز شديد داشته باشد.
چه بد راه و مسلكى در پيش گرفتهايد و مردم را به آن مىكشانيد! اين به سبب نا آشنايى به كتاب خداوند و سنّت پيامبر او و احاديث وى است كه كتاب آسمانى ،
آنها را تصديق مىكند ، ولى شما از روى نادانى ردّشان مىكنيد، و انديشيدن در شگفتىهاى قرآن و تشخيص ناسخ و منسوخ ، محكم و متشابه ، و امر و نهى را رها كردهايد.
از سليمان بن داوود عليهالسلام به من باز گوييد ، آن گاه كه از خداوند ، سلطنتى درخواست كرد كه سزاوار احدى پس از او نباشد و خداوند بلند نام هم آن را به او داد و [با اين حال] سليمان ، حق مىگفت و به حق عمل مىكرد و ما نديدهايم كه خداوند و يا احدى از مؤمنان ، اين كار (داشتن سلطنتى پرشكوه و بىمانند) را بر او عيب گيرد. پيش از او، داوود نبى عليهالسلام نيز پادشاهى و سلطنتى عظيم داشت. يوسف پيامبر صلىاللهعليهوآله نيز به پادشاه مصر گفت: «مرا بر خزانههاى زمين [مصر] بگمار كه من ، نگهبانى دانايم» و كارش به آن جا كشيد كه مملكت پادشاه [ ِ مصر] و پيرامون آن تا يمن را در اختيار گرفت و مردم [ديگر نقاط] بر اثر خشكسالى كه بديشان رسيده بود ، از نزد او جيره و آذوقه مىبردند.
با اين حال ، او حق مىگفت و به حق عمل مىكرد [و دنيا و جاه و مقام آن ، او را از مسير حق منحرف نساخت]، و نديدهايم كسى به اين خاطر بر او خرده بگيرد [كه چرا سلطنت و پادشاهى داشته است]. ذوالقرنين نيز بندهاى بود كه خدا را دوست مىداشت و خدا هم او را دوست داشت و اسباب [رسيدن به هرچه مىخواهد] . " href="#" onclick = "return false;" > را برايش فراهم آورد و او را بر شرق و غرب عالم ، پادشاهى داد و با اين حال ، حق مىگفت و به آن عمل مىكرد، و احدى را هم نديدهايم كه به سبب اين امر بر او خرده بگيرد .
پس، اى جماعت! آداب خداوند را نسبت به مؤمنان ، پيشه خود سازيد و به امر و نهى خدا بسنده كنيد، و آنچه را كه بر شما مشتبه شده و بدانها علم
داريد، وا گذاريد و علم [به آنها] را به اهلش برگردانيد تا هم مأجور باشيد و هم نزد خداى ـ تبارك و تعالى ـ معذور. در جستجوى شناخت ناسخ قرآن از منسوخ آن ، و محكمش از متشابهش ، و حلالش از حرامش باشيد؛ زيرا اين ، شما را به خدا نزديكتر و از نادانى دورتر مىسازد. نادانى را براى اهلش وا نهيد كه اهل نادانى بسيارند و اهل دانش ، اندك . خداوند مىفرمايد: «و فرادستِ هر صاحب دانشى، دانشمندى است» .